samedi 11 février 2012

وكيليكس : وزارة الاوقاف بالمغرب بقرة حلوب لا أحد يريد التخلي عنها


المبادرة بريس عبد العزيز خربوش الافراني  

لم نعد ننس فضائح. أبطالها مسؤولون بوزارة الاوقاف, حتى تطل علينا فضيحة هي أكبر من أختها, وأخرها ما أورده مسيو ويكليس ( المنشور في جريدة الصباح المغربية عدد:3675 )وقد أشار هذا التقرير إلى فساد كبير ومشاريع وهمية داخل الوزارة .

التعيينات داخل الوزارة تبنى على المحسوبية والزبونية بدل النزاهة والاستحقاق ـ صفقات تجهيز المساجد بالتلفاز التي شابها الغموض, وأن هنالك أطرافا مستفيدة من هذه الصفقة من بينهم أبناء مسؤولين كبار داخل الوزارة ـ إهدارا للموارد المالية كاستغلال سيارات الخدمة للمصالح الشخصية ..وجود إكرامية(سيارة رباعية الدفع) جاءت كهدية من – مجموعة الانصار لمؤجر العمارات بالمدينة المنورة- للسيد الوزير .إشارة أن هنالك صفقات حول إسكان الحجاج بهذه المجموعات الفندقية. وما خفي أعظم مسيو وكيليكس ، وأوجز حين وصف وزارة الاوقاف بالبقرة الحلوب التي لا يريد أحد أن يتخلى عنها ،وما فتئ أئمة المساجد الغيورون المناضلون الشرفاء يسعون لفضح هذه الخروقات والدفاع عن مال الوقف إنطلاقا من تغيير المنكر حسب درجاته الواردة في الحديث الشريف :من رأى منكم منكرا فلغيره ...

وفي إطار جمعيات الائمة وحركاتهم في الملتقيات الاقليمية والوطنية ما يفوتهم التحدث عن هذه الفضائح التي تعتري قطاعهم, وتأثر سلبا على أسرتهم أسرة المساجد وقد تحدثوا عن المبادرات المرتجلة التي هي أصل الفساد داخل دواليب الوزارة,

مثلا : الوعظ والارشاد عن طريق التلفاز : فمبادرة السيد الوزير بوضع التلفاز في المساجد أثارت استياء العديد من الاطراف. منها المصلين الذين يعتبرون المسجد مكانا مقدسا لا ينبغي أن تطاله هذه الوسائل التي تفقده القدسية الخاصة به, أما من جانب الائمة فيعدونه انتقاصا من قيمتهم العلمية والتواصلية مع المصلين عمار بيوت الله. وقد أعلن في أكثر من صعيد فشل هذه المبادرة. بل الادهى أنها استنزفت أموالا كثيرة من ميزانية الاوقاف. الاولى بها مساعدة الائمة في تكوينهم العلمي.ومن ناحية أخرى فهذه الصفقة لا يدري أحد كيف تمت؟ ولصالح من؟ وها هو مسيو وكيلكس يخرجها للوجود بتفاصيلها,

مثلا :التوقيفات العشوائية للائمة الشرفاء : من الهفوات القاتلة للسيد التوفيق كثرة التوقفيات للأئمة الشرفاء. وكان الموقع عليها الكاتب العام للوزارة المنحدر من الراشدية.وهو الذي أشار إليه مسيو وكيليكس .هذا كله أدى إلى رفع دعاوى قضائية كثيرة لم يعرفها القطاع من قبل, وهجرة الكثير من خيرة أئمتنا إلى دول الخليج مما تسبب في حرمان المواطن المغربي من طاقاتهم العلمية. فهذه لا تقل عن سابقتها ولو خفيت على مسيو وكيليكس.

مثلا:دليل الامام والخطيب والواعظ : في ظل الديمقراطية التي يطالب الامام بمسايرتها والتحدث عنها يخرج علينا السيد الوزير بكتاب اسمه دليل الامام والخطيب والواعظ ,هذا الكتاب الذي لم يستفسر فيه السادة الائمة. إنما جيء بهذا الكتاب وأمر الائمة بالتوقيع قسرا على تطبيقه كأنهم غير فاعلين ولا رأي لهم. ومما يعاب على هذا الدليل كثير من الخروقات ومن أهمها حرمان الامام من حرية التعبير والكلام التي تضمنها كل الشرائع والقوانين الدولية والوطنية .فلماذا إذا يستثنى الامام منها؟في هذ الدليل .يحرم الامام من الامامة إذا بلغ من السن 45 سنة فأين هذا من بين شروط الامامة؟ وأين يذهب أمثال هؤلاء من خيرة أئمتنا؟ وبالخلاصة هذا الكتاب مشتمل على العقوبات دون الحقوق. وقد أثير هذا عند كثير من رجال القانون عند رفع الائمة قضاياهم في المحاكم الادارية.وكثيرا ما يُستغل في توقيف الائمة الشرفاء: فكلما أرادوا توقيف أحد منهم يعللون: لمخالفته ماجاء في دليل الامام والخطيب والواعظ. فأي شطط هذا!!!!! وهذه من خروقات الوزارة أيضا ولو لم يذكرها مسيو وكيليكس,

مثلا :تحصين مقر وزارة الاوقاف : في الوقت الذي تتحدث فيه الدولة من سياسة تقريب الادارة من المواطن. فأسرة المساجد لا تستطيع الوصول إلى مقر وزارة الاوقاف بفعل الاجراءات الامنية المتخذة في محيط المشور السعيد, حيث مقر الوزارة. خاصة إذا استحضرنا أن الممرين المؤديين إليها يخضعان لإجراءات خاصة.فباب السفراء لحاملي شارات الامتياز.وباب مخفر الشرطة شبيه بنقطة العبور لميناء طنجة, حيث التأشيرة إجبارية. فهل يأتي اليوم الذي يفصل فيه مقر وزارة الاوقاف عن مكانه؟. فنجدها واحدة في صف مقرات الوزارات التي يدخلها الافواج من المواطنين .بل ويجتجون أمامها وحتى إذا ما نجح المواطن البسيط إلى مقرها فهو في إدارة مغايرة للمتعارف عليه.فألقاب المسؤولين ترعبه وتشعره أنه وسط بناية يطوقها كومندو مجهول.

هذا يدعى بالرجل الثاني في الوزارة وذاك ثالث.وآخرون خارج إطار الارقام بيسار الصفر أو يمينه.ورب قيم ديني يميزه جلبابه البدوي الذي يثير امتعاض شابة رشيقة من حاجات الاوقاف الكثيرات.يجد من يرق له قلبه فينصحه قائلا:من الافضل ألا تضيع وقتك هنا تدبر من يتوسط لك بالخارج لدى معاليه .وتحصين مقر الوزارة داخل محيط القصر الملكي يطرح أكثر من علامة استفهام.وهذه أيضا من الخروقات التي غابت على مسيو وكيليكس وها نحن نذكرها.

مثلا:عدم ترشيد النفقات : على سبيل المثال: أنفق على بعض مؤتمرات الوزارة أموالا طائلة فمثال اليوم الدراسي حول الخطبة المنعقد بالدار البضاء 2005 أنفق عليه ما لا يقل على 700 مليون سنتيم ولا نستطيع حصر فاتورات البذخ والاسراف لملتقيات الاطعام السنوي لمنتسبي بعض الزوايا التي تحظى لدى بعض أصحاب النفوذ. تمويل لو اعتمد في دعم دبلوماسية موازية ناجحة لااستطعنا أن نكسب بها قضايانا الوطنية في المسرح الدولي لا المراهنة على السماع الصوفي والسبحات الطويلة المتدلية على الاعناق. زد على هذا الاموال التي تنفق على الحوائج الشخصية لآكابر وزارة الاوقاف دون محاسب أو رقيب وقد ذكر مسيو وكيليكس بعضا من هذه الامور.

فلذلك فأسرة المساجد تنتظر ...إعادة هيكلة الوزارة ومحاسبة جميع الاطر والمندوبين وإفادة لجنة محاسبة لجميع المندوبيات, والتحقيق في الجرائم المالية المرتكبة ضد مال الوقف المذكورة سابقا وما أكدها الان مسيو وكيليكس في تقريره الموضوع على مكتب السيد الوزير .فهل يستطيع مسيو وكليكس أن يفعل ما لم يستطع أن يفعله غيره من المنبهين لهذه الخروقات؟دعونا نتظره الجواب في إطار الدستور والحكومة الجديدين .وأخيرا تحية نضالية من أسرة المساجد لمسيو وكيلكس.