samedi 11 février 2012

" طاحت الصومعة علقوا الحجام "

بقلم أمير الصمت
قياسا على المثل الشعبي " طاحت الصومعة علقوا الحجام " . أثناء انتفاضة "أكديم إيزيك"، نشرت صور وفيديوهات للتدخل الوحشي لقوى الجيش في جريمة بشعة مسحت مخيما من حجم مدينة بمنطقة العيون بين عشية وضحاها، وبدلا من فضح ممارسات النظام، ركب الإعلام المأجور بالمغرب الورقي منه والالكتروني والمرئي موجة الإجماع حول النظام لمحورة الرأي العام ولستر حقيقة الجريمة، بتضخيمهم من منسوبية إحدى الصور لوقائع من جرائم الكيان الصهيوني بفلسطين والمنقولة عن قناة إسبانية، والطامة الكبرى، تناست " السلطة الرابعة" مهمات السلطة الرابعة ومنعتها من المعلومة وغيبت المهنية بالحديث عن أخلاقية المهنة دون أن تتحدث عن ما يطال الراغبين في الوصول للحقيقة، وكان تقديم صورة في قناة أجنبية جريمة أكبر من حجم المحو لآثار آلاف البشر في ليلة واحدة من مكان محدد.
ومباشرة بعد اندلاع انتفاضة 20 فبراير وتحديدا يوم 21 فبراير، كانت المواقع الالكترونية تتناقل شريطا مثيرا لقوى القمع، بمدينة صفرو المنتفضة يوم 20 فبراير، في مشهد رهيب وهي تنكل بشاب بطريقة وحشية وهمجية وهستيرية قل نظيرها. وتخوفا من اعتقال ذلك الشاب بعد نقله إلى المستشفى ( وقد أخرجته عائلته من المستشفى يوم 22 فبراير تحت نفس الذريعة ) لم يقدم المناضلون اسم الشاب آنذاك، وإلى حدود يوم 23 فبراير لم يتحدث النظام ولا الإعلام المرئي المسموع والمكتوب عن أخلاقية المهنة ولا تكذيب للشريط.
ولكن بمجرد استشهاد الشاب، وتحديدا يوم 23 فبراير من السنة الماضية على الساعة السادسة و20 دقيقة مساءا، تم إخبار الرأي العام من طرف المناضلين أن الشاب الذي ظهر على الشريط استشهد واسمه كريم الشايب، وفي صباح يوم 24 فبراير خرج النظام بتكذيب هذه الحقيقة بنسب المشهد المروع لوقائع بمدينة تارودانت سنة 2008 بذل غزة هذه المرة لأن سيارة القمع المغربية بارزة في المشهد.
وبالرغم من صدق " مبادرات " ميكيافيلية" للمناضلين" و " الفوضويين" ـ طبقا كما يحلو لركن السلطة الرابعة في التعبير ـ تبدو فيها مسؤولية المجرم لا لبس فيها، صمتت آنذاك أركان "السلطة الرابعة" ودفن الشهيد في صمت وكان ذلك من تجارب الإجماع على تبادل الأدوار وإخفاء الحقائق.
وها نحن هذه الأيام على وقع نفس التكتيك، فحكومة " العذالة والتنمية" أصدرت بلاغا على إثر " أحداث تازة "، يحمل التهديد والوعيد لمن تداولوا أشرطة، ونشروا صور وأشرطة انتفاضة تازة، وبجانبها صحف وألسنة تستنكر وتدين و " تنتقد " من ينشر هذه الأشرطة والصور ودائما بنفس الأسطوانة، منسوبية المشاهد والصور إلى الاحتلال الصهيوني في غزة.
ومباشرة بعد نشر هذا التكذيب، اتصل بي بعض المناضلين من عين المكان يؤكدون صحة المعطيات وأن كل ما يقال أنه من غزة هو تأكيد رسمي بأن ما شهدته تازة أشبه بما يحدثه الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة، لكن ضعف الإمكانيات وظروفهم في تازة وتحديدا بحي " الكوشة " لا تسمح بالقيام بعمل يفند أكذوبة أصحاب اللحي وكل من ساروا خلفهم لستر الحقائق.
ويوم أمس 09 فبراير من السنة الجارية، نشر موقع " لكم "، الجريدة الالكترونية المغربية صورا وفيديوهات لطفل غزة بحي " الكوشة " وهو يتحدث بكل براءة وبلهجة تازة هذه المرة، ولهذا سأتوقف عن التعليق، ولأقول، هل سيقع الاجتماع على الحقيقة من طرف الإعلاميين أم أن الرضيع من ثدي النظام سيطارد كل من عصى طاعة الأمومة؟ هل سيكون يوم 09 فبراير يوما وطنيا من أجل إعلام لخدمة الحقيقة؟...
إن " المناضلون " والفوضويون " كما عبر عنهم ركن " السلطة الرابعة " هم الأكثر إخلاصا لقول الحقيقة ولو أنها مرة، وشطحات النظام المزين بالملتحين والأقلام المأجورة هي من تعطي مشروعية التشابه بين ما يقع في تازة وما يقع في غزة المحتلة.